مطالب بعدم النظر إلى "ذوي الهمم" على أنهم استنزاف اقتصادي (فيديو)

يضم معرض دوري في مركز سيئول للفنون في كوريا الجنوبية عشرات الفنانين المصابين بالتوحد، أثناء إعادة صياغة بعض إعاقاتهم التنموية من خلال منظور جديد للتمكين.

ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عن مديرة متحف فيتشاي للفنون، سومي جيون، قولها: "لا يوجد شيء اسمه الإعاقة في عالم الفن".

وأوضحت: "غالبا ما نعتقد أن الأشخاص ذوي الهمم هم المتلقون للأعمال الخيرية، ونحن المانحون.. هذا الاعتقاد خاطئ في الواقع، إنه ليس مشاركة.. لقد خططت لهذا المعرض لكسر هذا المفهوم الخاطئ الشائع".

كسر المفاهيم الخاطئة

أحد الفنانين المميزين هو "هانسول كوون"، الذي يستخدم خطوطا ونقاطا جريئة بألوان زاهية للتعبير عن نفسه.

تتذكر والدته، كيونغهي كيم، أن هانسول، الذي يعيش مع مرض التوحد، بدأ الرسم بالألوان، ثم كان يغطيها باللون الأسود.

وقالت: "اختفى الأسود، وعادت الألوان الجميلة إلى الظهور.. شاهدت كيف ازدهر في لوحاته، عندما أنظر إلى لوحات ابني منذ سنوات شبابه، أستطيع أن أرى نموه وتطوره النفسي".

عرض المعرض، وهو أحد المؤسسات الفنية الرائدة في جمهورية كوريا، أعمال الفنانين ذوي الإعاقات النمائية لأول مرة في عام 2020، وكان "هانسول" من بين 43 فنانا ساهموا بشكل جماعي بأكثر من 100 لوحة مختلفة في عام 2022.

ما وراء عالم الفن

تكمن أهمية ذلك فيما هو أبعد من عالم الفن، حيث قدرت منظمة الصحة العالمية أن 15% من سكان العالم، أو حوالي مليار شخص، يعانون إعاقة.

وأشارت الأمينة العامة السابقة للمنتدى الكوري المعني بالإعاقة، رينا لي، إلى أنه على الرغم من التمثيل القوي، فإن هؤلاء الأشخاص غالبا ما يتم إخفاؤهم، لأن هذا يعني ببساطة أن واحدا من كل 7 أشخاص من حولي لديه إعاقة ما.

تقول لي: "في فصلي الدراسي وفي الحي الذي أسكن فيه وفي مكان العمل، هل هناك شخص واحد من ذوي الهمم من بين 7 أشخاص أعرفهم؟ لا، لا يوجد"، وأوضحت ذلك قائلة: "فقط من أجل راحة الأغلبية والمنفعة الاقتصادية، قرر المجتمع فصل الأشخاص ذوي الهمم عنهم".

وقالت "جيون" إن المعرض يوفر فرصة لا تقدر بثمن لزيادة الرؤية وتعزيز الكرامة بطرق ملموسة.

وقالت: "يعتقد الناس أن معارض الفنانين ذوي الهمم هي مجرد أحداث مجانية، لكن هؤلاء الفنانين الفخورين أعطوا خيالهم لنا بالكثير من العرق والعاطفة، لذلك في الواقع، من الصواب أن ندفع لرؤية أعمالهم وتأسيسها كمعرض تجاري.. وبهذه الطريقة، يمكن أن يصبحوا مستقلين ماليا يوما ما"، مؤكدة أنه لا ينبغي أبدا النظر إلى الأشخاص ذوي الهمم على أنهم استنزاف اقتصادي.

شارك زوار المعرض هذه الملاحظة، وقالت يونهي بارك إنها زارتها للاستمتاع بالأعمال الفنية في حد ذاتها.

وقالت: "إذا كان مجتمعنا منفتحا ومستعدا لقبولهم، فسنكون قادرين على توفير العديد من الفرص للأشخاص غير ذوي الهمم للمساهمة بمواهبهم المذهلة، كما سيكون مفيدا للأشخاص غير ذوي الهمم، وآمل أن تتاح المزيد من هذه الفرص".

المساواة تعزز الاستقرار

قال يجين ها، الذي يعمل كمسؤول برامج في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ (ESCAP): "المساواة تعزز الاستقرار.. على مر التاريخ، يؤدي الإقصاء والظلم الاجتماعي وعدم المساواة إلى الصراع والشقاق الاجتماعي.. من أجل منع الصراع، من الأهمية بمكان التأكد من إشراك الجميع في هذه الجهود لبناء مجتمع متناغم وعادل".

"احصل على تفردهم"

وقالت كيونغهي كيم، وهي والدة الفنان المميز "هانسول": "الإنسانية هي أكثر من مجرد معاملات.. يمكن أن يولد تآزرا متبادل المنفعة بين ذوي الهمم وغيرهم في المجتمع".

وقالت: "كل ما علينا فعله هو تعزيز التبادل الطبيعي.. تمكننا مشاركة الصحة التي لدينا والحصول على التفرد الذي لديهم.. سيجعل مثل هذا العالم رائعا.. احصل على تفردهم".